حماس وهزيمة العرب- السابع من أكتوبر وتبعاته على غزة والقضية

المؤلف: سلطان السعد القحطاني09.25.2025
حماس وهزيمة العرب- السابع من أكتوبر وتبعاته على غزة والقضية

لقد سلكت حماس ذات الدرب الذي سلكه حزب الله من قبل، وعبدالناصر، وصدام حسين، والقذافي، وغيرهم الكثير من المقامرين في عالمنا العربي الجريح. إنها تجسيد صارخ وفاضح لسلسلة الانتكاسات والهزائم المتوالية التي مني بها العرب على مر العقود، وكأن لا أحد يتعظ أو يستخلص الدروس من الماضي الأليم.

إن السيناريوهات المتوقعة لليوم التالي في غزة ترسم صورًا قاتمة ومؤلمة، وكلها لا تخدم القضية الفلسطينية ولا أهلها. لقد كان السابع من أكتوبر نقطة تحول جذرية وعميقة في منطقة الشرق الأوسط، وبداية لأحداث جسام لم تتضح معالمها النهائية بعد. لقد كان هذا الحدث، الذي ظن منفذوه أنهم قادرون على توظيفه لصالحهم، بمثابة الذريعة لإلغاء وجود شعب بأكمله من الوجود.

عند مطالعة سجل الأحداث التي وقعت في السابع من أكتوبر 2023، والتي تمثلت في هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس على إسرائيل، يتضح لنا كيف أدى ذلك إلى تصعيد خطير في منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي مكن إسرائيل من شن عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة، وأسفرت عن سقوط آلاف الضحايا ودمار هائل لم يسبق له مثيل.

قد يزعم هؤلاء "المقامرون" أن هذه الأحداث أعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العالمي، إلا أن الواقع المرير يشير إلى أنها أصبحت أكثر تعقيدًا وتشابكًا نتيجة للحرب والدمار الشامل. لقد أدى هذا التصعيد إلى انقسام حاد في المواقف الدولية، والعودة إلى نقطة البداية، بل والحديث بصوت عالٍ للمرة الأولى عن تهجير سكان غزة قسرًا إلى أصقاع الأرض.

إن الناظر إلى الوضع الفلسطيني الراهن يرى كيف ازداد الضغط على الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وتفاقمت الأوضاع الإنسانية المتردية، واشتدت التوترات الداخلية بين الفصائل الفلسطينية المتناحرة. لقد كان لشعب غزة وجود وحياة يمكن اعتبارها شبه طبيعية، أما اليوم، فقد تلاشى هذا الشعب وتبددت معالم غزة التي كانت معروفة من قبل.

وبشكل عام، أدت هذه التطورات إلى تغيير جوهري في مسار القضية الفلسطينية، إلا أنها جعلت الحلول الدبلوماسية أكثر صعوبة وتعقيدًا، وأثارت مخاوف جمة من استمرار حالة عدم الاستقرار والفوضى في المنطقة.

ومع ذلك، فإن الأزمات دائمًا ما تمثل فرصة سانحة لإجراء مراجعة شاملة وتقييم دقيق للأوضاع، وهذا هو ما يجب أن يحدث الآن. لقد أثبتت حماس أنها غير مؤهلة لتحمل مسؤولية قضية شعب يستحق أن يعيش بكرامة وحرية، وقد حان الوقت لتنحيتها عن المشهد السياسي من أجل تحقيق المصلحة العامة. لا بديل عن تشكيل حكومة فلسطينية موحدة وقوية، فالخلافات والانقسامات الداخلية الفلسطينية كانت دائمًا أشد خطرًا على القضية الفلسطينية من إسرائيل نفسها.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة